قد قالا لي وَالِدايّ؛ أن الدنيا فيها خيراً وشر
فيها الجميل فيها القبيح، وبأننا في الدنيا بشر
وكل شيئاً في الحياة نصيباً وقدر
قد قالا لي اليوم لك وغداً عليك
إن اقتربت من الدنيا تذهب بعيداً، وإن ابتعدت تأتي إليك
واليوم في هذا المكان، ما عاد بالإمكان، أن أرى من هذا شيء
يا والدايّ ما عاد في الدنيا حياة، ما عاد في الدنيا بشر
ما عدت أرى في درب عمري غير خوفاً ثائراً
ما عدت أرى فيها شيئاً جميل، ما عدت أرى الا اغتراب
ودموعاً نزفتها عينيا على منديل، تبكي على هذا العمر القصير
الأن قد جاء ميعاد الرحيل
ما عدت أرى غير نفسي وكثيراً من الأحباب قد ذهبوا بدون وداع
وفي عيني كثيراً من الأشباح، وسؤالاً يأتيني ؟؟
ماذا فعلت عندما نزل المطر؟ ماذا فعلت عندما مات الشجر؟
وكنت أنتَ أي نوع من البشر؟
هل كنت تؤمن بالنصيب وبالقدر؟
هل كنت تؤمن بالنصيب وبالقدر؟
هل كنت تعمل بما قالا والديك؟
هل كنت تعلم أن عمرك في الدنيا قصير؟
ماذا فعلت؟ والأن قد جاء ميعاد الرحيل
وجلست وحدي أشتكي نفسي لنفسي والدمع يصرخ
شيئاً مخيفاً يقترب مني ويجلس، أشعر بروحي ترتعش ومني تُأخذ
وأظل وحدي بعدما ذهب الرفاق، وأنادي هل جاء موتي؟
أين المفر؟ هل من أحد يأتي وينقذ نفسي وروحي؟
وأجدني أرد على نفسي! لا مُنقذ... لا مُنقذ، موتي أتى كالليل مظلم
أشياءً لم أتذكرها قد جاءت في هذا الوقت، وبقيت طوال الليل وحدي هكذا في نومي أحلُم
وفي الصباح أيقظني نور الصباح، وجلست أبكي والدمع يؤلم
وحمدت ربي، وقلت في نفسي؛ حُلماً مخيفاً يُنذرني يوماً سيأتي
يوماً سأعمل من أجله لعلني أكونُ سعيداً في يوم موتي
يوم الرحيل.
إبراهيم سعيد
Ibrahim Said