إعلان الرئيسية


أحببتها وعشت عمراً معها وفارقتها في ليلة واحدة، هذه هي الحقيقة، وهذا هو ما حدث معي، في ليلة واحدة أعيش عمراً كاملاً فيها، رأيتها في هذا المقهى الذي اعتدت أن أجلس فيه كل يوم ، جلست بعض الوقت حتى جاءت هذه الفتاة التي جعلتني أشعر بهذا الإحساس الذي لم أعرفه من قبل، جاءت مطلة بوجهها البراق وعينيها الصافيتين وملامح وجهها الملائكي وتحمل بين شفتيها إبتسامه رقيقة، جاءت وجلست أمامي مباشرة وهي تنظر إلي وتبتسم إبتسامتها هذه ، حاولت كثيراً أن أُبعد عينيا عنها ولكن كيف وكلما حاولت ذلك أجد نفسي لا أستطيع.

أجد عينايا تخونني وتنظر إليها، هذه الفتاة التي شعرت أني أعرفها من قبل، وأنا لم أقابلها من قبل، جلست أنظر إليها بين الحين والآخر وأنا أرتشف قهوتي كالعادة في هذا المكان، لقد عشت عمري كله لم أذق طعم الحب، وتمنيت يوماً أن أقابله، كنت أبحث عنه في كل مكان في كل من أعرفهم ، ولكني لم أجده، واليوم أجده أمامي.

ماذا أفعل الآن؟ لا أعرف ! فكرت أن أنهض من مكاني وأتجه نحوها وأتجرأ وأتعرف عليها، ولكني لم أستطع، فكرت أن أكتب رقم هاتفي في ورقة صغيره وأبعثها إليها مع أحد موظفي المقهى مثل بعض الناس، لكني لم أستطع، جلست فقط أنظر إليها بين الحين والآخر هذا ما فعلته واستطعت أن أفعله رغم أني كنت خجلا ً جداً ولكني لم أستطع أن أمنع نفسي من النظر إليها، جلست أفكر وأخذني هذا الحلم ، " حلم اليقظة "

رأيتها معي كما كنت أحلم مع من أحب، عشنا معاً قصة حب كبيرة كما كنت أتمنى وتزوجنا وأنجبنا طفلين بنت وولد جميليين مثلها عشت معها ولم ينقص من حبها لي شيئاً ولم ينقص من حبي لها شيئاً، وكبرا ولدينا معاً، أحبانا وأحببناهما كانوا دائماً مُطعين لنا ومحبين لبعضهم، رسمت بها أجمل حُلم عشته في حياتي، وأفقت منه على هذا الواقع المرير عندما سمعت صوت طفل يجري عليها وهو يقول: ماما !!

عجباً أيها القدر ما تُحيكه لنا من مواقف وأحداث !!
وكانت المفاجأة الأكبر حينما دخل زوجها خلف هذا الطفل وهو يقول لها: تأخرنا عليكي بعض الوقت ولكن الأستاذ الصغير هو ما أخرنا ! مر بجانبي بخطوات بطيئة وعندما جلس معها أمامي إذا بمفاجأة أكبر وأكبر وجدته يقبل نحوي وهو يقول: صديقي العزيز كيف حالك منذ متى لم أراك ؟ كانت المفاجأة أن أجد زوجها هو من أصدقاء الدراسة وقد فرقتنا ظروف الحياة ، فبعد تخرجي من الكلية سافرت إلى الخارج ، وكما يقولون "الدنيا تلاهي" فلم نلتقي منذ عودتي بعد مضي خمس سنوات، إلى الآن وقد كانت تربطنا صداقة قوية، وعند عودتي من السفر كنت أريد أن أراه ولكن تغيرت الحياة وتغير معها عنوانه فقد انتقل إلى مكان أخر ولم أعرفه ولكني عندما رأيته تمنيت لو لم أراه في هذا المكان وفي هذا الموقف تشتتت أفكاري وذاد صمتي، وكسر هو هذا الصمت عندما قال "إنت فين يا راجل من زمان وانا بسأل عليك ومعرفتش أوصلك وصافحني وهو سعيد وأنا كذلك واحتضنني بشدة وهو يقول: "واحشني والله يا صديقي العزيز" ورددت عليه قائلاً "وانت واحشني أكتر يا صديقي" ثم قال لي: أعرفك يا صديقي "منى" زوجتي، وهذا "محمد" طفلي المشاغب ثم قال لزوجته: أعرفك هذا صديقي العزيز "أحمد" لم أقابله منذ أكثر من خمس سنوات، فمدت يدها ومددت يدي وتصافحنا وهي تقول: أهلاً يا أستاذ/ احمد تشرفت بمعرفتك، وأنا أرد عليها الشرف لي أنا، سعيد بمقابلتكم"

وجلسنا معاً أنا وهي وزوجها وتناولنا معاً العشاء، وأكملنا السهرة نتكلم ونسأل بعضنا البعض عن أخبارنا وكيف نعيش وعن ظروف الحياة، ثم انتهت الليلة بهذه النهاية التي لم أتوقعها أبداً هذه هي الفتاة التي أحببتها من النظرة الأولى، والتي جلست أرسم معها أحلامي أفارقها قبل أن أعيش معها إلا ليلة واحدة قابلتها وأحببتها وعشت عمراً معها في خيالي وفارقتها في ليلة واحدة، كانت الليلة الأولى والأخيرة مع حبيبة لم أحظى بحبها ولم أقاسمها حياتي وأشاركها أحلامي كما تمنيت.


إبراهيم سعيد
Ibrahim Said

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. جميله أوووووووووووووي

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا ً لتعليقك الجميل  ومتابعتك

      حذف