إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية الحقيقة المُرة

الحقيقة المُرة

حجم الخط


عندما رأيتها لأول مرة جذبني لها شيئاً لم أعرف ما هو؟ وشعرت بشيئاً يأخذني مني إليها ، نظرت في عينيها لم أرى فيهما سوى الصفاء والصدق ، وملامح وجهها الذي لا يحمل سوى البراءة والشفافية ، هذه الملامح الطفولية البريئة جذبتني نحوها فأنا لا يجذبني للفتاة إلا البراءة والخجل، فأنا أجدهما شيئان ليسا موجودين في هذا الزمن الغريب.

وعندما تحدثت معها وتعرفت عليها وجدتها في قمة الأدب والخجل ، هذه الفتاة التي لم يتعدى عمرها السادسة عشر عرفتها لفترة ليست بالقليلة وليست بالكثيرة أيضاً ، في هذه الفترة لم ألاحظ عليها سوى ما رأيته فيها من صفات الصدق والبراءة والصفاء وكان بداخلي كثيراً من علامات الاستفهام لأسئلة أريد أن تجوابني عليها؟؟؟
هل هي على علاقة بأحداً ما؟ هل هي تعرفت على أحد قبلي ؟ وكثيراً من الأسئلة المشابهة وفعلاً سألته هذه الأسئلة بدون إحراج ، وكان ردها هو ما أراحني
كان ردها أنها لم تعرف أحداً ، ولم تكن على علاقة بأحداً يوما ما ، كنت سعيد بسماع هذا الكلام منها، أنا لن أكذب وأقول أني أحببتها فالحب أكبر من إحساسي نحوها، ولكن كان يوجد منجذب نحوها أمضيت أياما وأنا سعيد بهذا اللقاء معها وبهذا الحديث الذي تم بيننا .
وجلست أفكر بعض الوقت في أن أرتبط بها رغم صغر سنها ورغم الفارق الفكري والثقافي ومع أني لا أؤمن بأن يكون فارق السن بيني وبين من أتزوجها لا يتعدى العام ، ولكني تغاضيتي عن هذا . وقررت أيضاَ أن أفاتحها في موضوع ارتباطي بها
أولاً حتى أتأكد من موافقتها ، ثانياً لأني أريد أن أعُلمها بما أشعر به نحوها، والذي أراه في عينيها أيضاً فهي دائماً تنظر لي بهذه النظرات التي تحمل الحب والأعجاب ولكنها أختفت لفترة ولم أراها لأيام

وكانت المفاجأة والصدمة التي صُدمت بها ! أن أكتشف من أحد الأشخاص أنها كانت على علاقة بشخصا ما ، والأدهى من ذلك أن هذا الإنسان الذي اخبرني بهذه الحقيقة وهو لا يعرف شيئاً مما كنت أنوي أن أفعل، كان له صديق يحبها ويريد التقرب منها ورغم نصحه له بأن يبتعد عنها، فهي كانت تعرف شخصاً قبله إلا أنه صمم أن يتقرب منها ويعلمها بحبه لها .

ومر يومان بعد ذلك ، وجاء هذا الإنسان الذي أخبرني بحقيقتها وجلس معي بعض الوقت وكان يحدثني بالصدفة عن صديقه هذا وعرفت منه أنه أرسل مع إنسان مقرباً منها رسالة ليخبرها بما يشعر نحوها وأنه يريد أن يرتبط بها، وكان ردها أنها "وافقت"على أن تتحدث معه وأن ترتبط به عاطفياً !!

أندهشت فعلاً مما عرفته عنها وصدمت فيها صدمة كبيرة ، هذه الفتاة البريئة ما هي إلا وجه ملائكي من الخارج يحمل بداخله قلباً كاذب ، مخادع ، وما برائتها هذه إلا براءة مصطنعة، إلا قناع ذائف تخُفي خلفة حقيقتها القبيحة .
لا عيب في أن يكون الإنسان قد مر بتجربة عاطفية أو أكثر في حدود الاحترام والأدب وفشلت فهذا نصيب وقدر ، ولكن العيب كل العيب أن نكذب ونخفي الحقائق ونظهر بصورة مختلفة كل الإختلاف عن حقيقتنا، فهذا هو الخداع والكذب .

أنا لم أحُب هذه الفتاة لأتعذب من أجلها، ولكني شعرت بحزناً كبير ليس من أجلها، ولكن من شدة الصدمة فيها والمفاجأة !! فعندما ترى إنسان بصورة معينة وتضع له قيمة، وتكتشف بعد ذلك أنه عكس كل ما تخيلت ورسمت له من صور، هذا هو ما أحزنني وآلمني . أحزنني أن الوجوه صارت أقنعة تخفي خلفها وجوهاً أخرى قبيحة ، تخُفي خلفها قلوباً ليس بها ضمير ولاحياة
ولكني أحمد الله أنني اكتشفت تلك الحقيقة قبل فوات الأوان وقبل أن يزداد شعوري نحوها من مجرد ارتياح لها إلى شيئاً أكبر يقهرُني بعد ذلك، أما الآن فهي بالنسبة لي شيئاً لم يكن له وجود " فلا حيــاة لشيئاً لم يولد بعـد ".



إبراهيم سعيد
Ibrahim Said
تعليقان (2)
إرسال تعليق