إعلان الرئيسية


وذهبت إلى هذا المكان شاطئاً قد نما فى أحضانه حُبًا، شهد الكثير من الأشواق ودفئاً شعر به قلبان.

شاطئاً عنده ولد الأمل لدى إنسان، عنده أيضاً مات الأمل، كان الفراق قدراً وحكم زمان.

يا شاطئاً يا من ولدت بين يديك، ها قد أتيت إليك.

أتذكُرني؟...........

أنا شخصًا أتى هنا بلا أمل، وقد أتى أيضاً هنا قلباً إليك، قلباً لا يحس أمان

هنا تقابلنا يا شاطئ الحب القديم، أنا وهي، شخصان ضائعان، وجدا الطريق فى بعضهما

قد كان يوماً من أجمل الأيام، يوماً عظيم ولدا به قلبان

يا صديقي ها قد أتيت إليك، وقلبي ممزق الوجدان

حاولت أن أنس وأمضي فى طريقي، فأبى قلبي، رفض استضافة النسيان

حاولت مجتهداً ولم أستطع يوماً أن أمحي ما قد كان

حُباً كبيراً يا صديقي قد كان حُبي، دفئاً كبيراً يا صديقي أحسهُ قلبي

أملاً بعرض الأرض والسماء قد أحيا يوماً روحي ومات يوماً وصار إلى الفناء

أحسست الحب تذوقت الهناء، ويوم افترقنا رأيت فيه بعيني كفناً لقلبي وروح قلبي تحتضر

تتوسل بالرجاء............. 

ها قد أتيت أليك يا صديقي ها قد أتيت إليك

قد مرت الأعوام وما زلت أذكرها وكأننا كنا هنا بالأمس

ويديا تلمسها وقلبي يشعُرها وعيني تنظُرها

يا صديقي؟ مازلت أعشقُها، مازلت أعشقُها

ومضيت أمام شاطئ الحب القديم، أنظر المياه أُكلم الرمال

أُخاطب الحياه أُعاتب الزمان 

وتوقفت فجاءة !! ماذا حدث؟

طفلاً صغيراً قد تعرقل فى قدمي، فجلست أمامه وقلت له: ما اسمك يا صغيري؟

فابتسم الطفل برقةٍ وقال لي اسمي "ميلاد"

فنظرت إليه بعيني وقلبي، وقتها دق الفؤاد فهو يذكرني بها

فقلت له أتدري يا صغيري؟ أنا أيضاً اسمي "ميلاد"

فصافحني الصغير وقال لي؟ اذن يا سيدي فنحن أصدقاء

فابتسمت وقلت؟ تُشرفني الصداقة فقد أسعدني اللقاء

وقلت له؟ ولكن يا صغيري أين والداك؟

فرفع يده وأشار بإصبعه وقال؟

هناك خلفك يا صديقي هناك

فنظرت خلفي فوجدتهم عليه يُناديان

فرد الصغير أنا هنا، فوجدتهم إلينا يأتيان

شيئاَ عجيباً ما أراه، شيئاً عجيباً يا صديقي أدعوتها إلى هنا

ولكن أهذا طفلها! ما أغرب الدنيا وأحوالها

فنظرت بشوقاً نحوها

ها قد أتت، جائت أمامي وتوقفت

الدهشةُ تملئُ عينها وهي تنظر إلي والدمع يظهر فى حنين الإشتياق

ما أسعد القلب الحزين فقد أحياهُ هذا اللقاء

ماذا أرى؟ عُمراً من الذكرى يمر أمامي وكأنني أعيشها

ما أسعد اللحظات إني أراها تنظُرني عينها

وتوقف الصمت المسافر بيننا لما تكلم زوجها: مرحباً يا سيدي هذا طفلنا

فقلت له؟ طفلاً جميلاً سيدي فصافحني وقال: شكراً جزيلاً سيدي

أُقدم لك زوجتي.........

فمدت يدي إليها ومدت يديها وتلامست يدانا والشوق كالبركان تحملهُ عينانا

ما أصعب اللحظات علينا والشوق أبكانا

وهي تقول: مرحباً يا سيدي

فقلت لها: مرحباً يا سيدتي

ما أعذب صوتها، كم كان يجذبني اشتياقي أن أراها وأنظُر عينها

كم كان يجذبني اشتياقي أن أُلامس شعرها

أن يصير للقلب الضعيف نبضاً من دقاتها

كم كان يجذبني اشتياقي أن أُلامس دفئ الحياة في أنفاسها

أن أرى معنى الحياة كل الحياة في نظراتها

فلقد عرفت الحياة منذ رأيتها، منذ عشقتها، وعرفت معنى الموت حين تركتها

كم يجذبني اشتياقي الأن أن أُعانقها، أن أذوب فى حُضنها

وتوقف الزمان فينا حتى تكلم طفلها

هذا صديقي يا أمي إسمه كإسمي " ميلاد "

فنظرت ألي واحمر وجهها، فما زال حبي فيها يسري ويملك قلبها

فاسمي وضعتهُ على أغلى ما لديها " طفلها "

وتكلم زوجها وقال أأنت وحدك سيدي؟ 

فقلت نعم يا سيدي أنا وحدي، لا أحد معي

فنظرت إلي وقالت: وزوجتك يا سيدي؟

فنطقت بحزن: ليس لدي، فمنذ أن أحببت يوماً وفارقت من أحببت

وأنا وحيداً والذكريات، ليس لدي أحد

فقالت والحزن فى عينيها؟ آسفه يا سيدي أن كنت قد ضايقتك

فقلت لها؟ لا تأسفي فالقلبُ لا ينسى، فلا تتأسفي

فتكلم زوجها؟ إذن تفضل معنا وتناول الغداء

فقلت؟ شكراً لا أستطيع، ونظرت إليها فوجدتها تنظر إلي 

ووجدت فى عينيها دموعاً وعزاء

وجلست إلى الصغير وقلت له: أتُريد شيئاً يا صغيري فلم يرد

فقلت: لم لا ترد يا صديقي؟

فقبلني وقال؟ اجلس معي ألسنا أصدقاء

فقلت والحزن يملؤني: فرصة أخرى يا صديقي فلدي موعداً لا أستطع البقاء

وقبلتهُ ونهضت من مكاني ونظرت إليها وقلت لهم والدمع فى عيني يعذبهُ الشقاء

شكراً لكم إلى اللقاء


إبراهيم سعيد
Ibrahim Said

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق