بين الطمع والطموح هُناك فرقاً شاسع لا يُلاحظه كثيراً من الناس، أو ينكرونه تبريراً لطمعهم، فالطمع والطموح يختلفان اختلاف تام في حقيقتهما وتعريفهما.
فالطمع هو سعي الإنسان للحصول على ما هو ليس من حقه ولا يملكه وانما هو مِلك غيره من الناس، مثل تعدي إنسان على أرض غيره وهو يعرف جيداً أنها ليست من حقه وغيرها من الكثير والكثير من الأمور المشابهة لذلك.
والطمع يعتبر هو أداة رئيسية من أدوات النصب والاحتيال والاختلاس وغيرها من الأمور السيئة، فالطمع هو بذرة شر لكثيراً من النبتات الشيطانية، أياً كانت المسميات مثل ما ذُكر من نصب واحتيال أو اختلاس وغيرها من الأمور المُحرمة.
أما الطموح هو سعي الإنسان واجتهاده لتحقيق حلم أو هدف لا يؤذي غيره وإنما يحقق به ذاته، وهنا يتضح الفرق بين الأثنين فالطموح هو شيء جيد لا يؤذي ولا يضر بل إنه ينفع، أما الطمع فهو شيئٌ سيء، حيث أنه أداة شيطانية تضُر وتؤذي الأخرين.
وللأسف نجد أن كثيراً من الناس يخفون طمعهم وراء ستار الطموح والذي يحرفون معناه لتبرير جشعهم وطمعهم فيما ليس لهم الحق في الحصول عليه.
وقد أصبح أغلب الناس يشوبهم كثيراً من الطمع، فنجد أن الإنسان لو كان باستطاعته الاستيلاء على كل ما يملكه غيره لفعل، وليس أن ما يمنعه من ذلك هو الضمير أو الحلال والحرام أو أي شيء يتعلق بمبادئ أو قيم الإنسان الصحيحة، أو الخوف والخشية من الله تعالى، ولكن ما يمنعه هو عدم قدرته على ذلك !
فالقانون يحكم الإنسان ويتحكم في أفعاله فلولا القانون والخوف من العقاب لانتهت الإنسانية وعمت الفوضى أرجاء الأرض، رغم أن هُناك بعض الناس الذين لا يحكمهم القانون بل همن من يحكمونه، هؤلاء الناس الذين يتسببون في إيذاء الكثيرين ولو تم تطبيق القانون عليهم كعامة الناس لاختلفت الحياة اختلاف كلي، فتصبح الحياة أفضل بكثير، وتُعم العدالة والمساواة بين الناس ويأخذ كل ذي حقٍ حقه، ولتغيرت الحياة للأفضل
فالمكان الذي يُطّبَق فيه القانون الصحيح والسليم الخالي من العوار والغير مُميِز لأحد عن الآخر، يصبح هذا المكان بلا فساد وبالتالي يعُم الرخاء فيه وتقل الجرائم بصورة كبيرة، فبالقضاء على التفرقة بين الناس والمساواة بينهم في كل شيء، سنجد ان كل انسان يأخذ ما يستحقه
فما أجمل الحياة حين تخلوا من العنصرية بكافة انوعها، فلا تمييز لأحد عن الآخر إلا بمجهوده وعمله، وما أجمل الطموح الذي يجعل من الإنسان شُعلة من الأمل، فيسعى دائماً لتحقيق أهدافه بمجهوده ليستحق ما يحصل عليه في النهاية من سعادة، وما أبشع الطمع الذي يجعل من الإنسان شراً خام، فيطمع دائماً فيما يملُكه غيره، ذلك الطمع الذي يتحول في كثيراً من الأوقات إلى نهاية سيئة، فالطمع إما أن يُهلك صاحبه، أو يؤذي غيره.
فكن طموحاً ولا تكن طماعاً، فالطموح هو الإيمان، هو الأمل والحُلم والسعي لتحقيق الذات، والطمع هو الحقد والكراهية والنار التي تُحرِق من يُشعِلَها.
فكن طموحاً ولا تكن طماعاً.
إبراهيم سعيد
Ibrahim Said