دائماً ما تَعبثُ بي تلك الأفكار، مُدمرة تلك التفاصيل التي تربِطُني بالواقع، تلك الأفكار التي تُصيبني بالهذيان والشعور بعالمين منفصلين في وقتٍ واحد
تَعزِلُني عن الأمل وتُدخِلني عالمها المخيف الذي لا يحتوي سوى الخوف من القادم والندم على الماضي واليأس المُميت الذي يتلذذ بتواجدي معه.
عالمان موازيان أحدهما يحتوي الماضي بما فيه من آلام وأوجاع وذكريات تُحطمني، وتُجزئني، وتُبعثرني في كل اتجاه
الماضي وما يحملهُ من ذكريات، تلك الذكريات التي لا تحمل سوى آلام تُحطم وجداني، ذلك الإحساس الذي يصعب وصفه مهما حاولت ومها ساعدتني الكلمات وعبرت عنه.
والعالم الثاني هو القادم والمستقبل، ذلك العالم الذي يسوده اليأس، وكأنني أقفُ على حافة جبلاً عالي يتخطى علوه عنان السماء، وحولي ظلاما ً لا ضوء فيه ولا مخرج منه.
هذا العالم الذي لا حياة فيه ولا شيء واضح يدل على ملامحه
وعندما أهربُ من هذا العالم محاولاً الخروج من هذا الخوف وهذا الإحساس المرعب، أجدُ نفسي في العالم الأخر، عالم الماضي بذكرياته الأليمة.
وكأنني في كابوس مزدوج أخرج من أحدُهُما أدخُلُ في الأخر !!
هذا ما أجدُني فيه عندما تعبثُ بي أفكاري وتُرغِمُني عليها غير مُباليةً بمشاعري وإحساسي، رافضة الرأفة بي، مُستمتعةً بأوجاعي وألامي
هذا أنا عندما تعبثُ بي أفكاري!!
إبراهيم سعيد
Ibrahim Said