إعلان الرئيسية

في حين أن كثيراً من البشر يعانون فقراً وموتاً واضطهاد من أشباه البشر، ممن ينشرون الفساد ويسفكون دماء الأبرياء أمام أعين العالم أجمع، وعلى مرأى ومسمع من الجميع، لا نجد سوى الصمت المُخزي من حكام البلاد سواء العربية أم الأجنبية.


مُسلمي بورما


أليس ما يحدث في بورما جريمة إنسانية؟ بل أبشع الجرائم الوحشية الغير الإنسانية، من تعذيب واضطهاد وقتل وحرق المسلمين في بورما ولا سبيل لهم للخروج من هذا الجحيم، من هذا المكان الذي لا يعرف الإنسانية، وهؤلاء أشباه بني آدم الذين لا يعرفون الرحمة ولا يقبلون من يخالفهم الديانة.

أنا لا أكتب عنهم لأنني مُسلم وهم مُسلمون نتبع ديناً واحد أو أتكلم كمسلم فقط وهذا شرفً كبير لنا، فالدين الإسلامي ما وصى أبداً بالكراهية والبغضاء وما أحل أبداً قتل النفس التي حرم الله، ولكني أكتب عنهم كإنسان أرى تلك الجرائم الوحشية والاضطهاد لإنسان أخر لا ذنب له سوى أنه مُسلم

فهم يُعذَبوُن ويُعدَمون ويُحرَقون ولم يقترفُّ أي ذنب سوى أنهم مُسلمون مُسالمون يُريدون العيش بسلام والموت في سلام

ماذا حدث لنا، وما هذه الحياة البغيضة التي نعيشها الآن؟ فالكل يُهلل مُطالباً بالحق حين يهمهُ الأمر وعندما يتعلق هذا الأمر بالمصالح الشخصية لا الإنسانية، فَكَم ينتابني أحساسٌ مرير يزيد من سخطي على من بيدهم تحريك الأمور، على كل مسئول أغفل طوعاً هذا الأمر، وغض بصره عنهُ وكأنه شيئاً لا يحدث ولم يحدث، وكأنه شيئاً لم يكُن، أين حقوق الإنسان التي تتكلمون عنها؟! وأين مشاعركم وإنسانيتكم؟

لقد أصبح لدي إحساساً ممزوج بالحزن والآسى على ما يحدث من جرائم تتعدى نطاق المقبول والمعقول، وكم تنتابني نوبةً من الجنون وأقول لنفسي "أكُل ما يحدث مجرد هذيان أعيشهُ، أأنا من أرى وأسمع ما يحدث فقط" وأخرج من حالتي لأرى وأسمع أن غيري يرى ويسمع ويتكلم ويُطالب مثلي أن تتحرك الدول لإنهاء هذه الجرائم الوحشية ومحاسبة الجناة في بورما، وأندهش عند سماعي ومشاهدتي للأخبار والإعلام الذي لا ينطِقُ بالحق الذي ساده التعتيم، وكأن ما يحدث للمسلمين في بورما من اضطهاد وتعذيب وقتل من أشباه البشر البوذيين هو شيئاً من الخيال تراه عقولنا ولا يمد للواقع بأي صلة!

أصبحنا نفتقد الرحمة والإنسانية، فليس من يقتلون المسلمين في بورما هُمّ وحدهم من لا إنسانية فيهم أو رحمة، ولكن هناك الكثير غيرهم ممن يشاهدون ويسمعون ويعرفون وهم بيدهم إيقاف تلك الجرائم والمذابح، أو على الأقل وضع الموضوع في حجمه الطبيعي وتحريك الأمور قد المستطاع لإيقاف ما يحدث، لكنهم لا يُحركونَ ساكناً فهؤلاء فقدوا الإنسانية والرحمة أيضاً

عُذراً مُسلمي بورما فقد غابت الرحمة عن مجتمعنا وأصبحت أرواحنا تجارة يُتاجر بها أصحاب المصالح، أصبحنا نُشاهد أرواحاً تُزهق وأطفالاً تُعذَب وأصبحت المشاهد المأساوية والوحشية مقبولة ومعتادة، عذراً لو كان بيدي شيئاً لفعلتهُ من أجلكم ولكن ما باليد حيلة، ولا يسعني إلا ان ادعو الله لكم، فما بيدي شيء سوى أن اكتب عنكُم وأن ادعو الله لكم أن يُصبّركُم وينتقم من المجرمين الظَلمة الذين لا يعرفون الرحمة أو الإنسانية والله مُطلِعٌا وهو خير شاهداً وخير مُعين.

إبراهيم سعيد
  Ibrahim Said



ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق