إعلان الرئيسية


في حضور المال، يتنازل الإنسان عن مبادئه وعن إنسانيته، تاركاً كل ما يربِطهُ بآدميته، راغباً في إن ينال رضاؤه!

هذا ما وصلنا إليه الآن، وما آل بنا الحال من تدهور للنفوس ومن نُدرة في وجود الضمائر الإنسانية، فنرى ونشاهد ونسمع كثيراً من الأحداث المُحزنة في حياتنا اليومية بسبب المال.

فمن المفترض للمال أن يكون وسيلة للعيش والتغلب على ظروف الحياة الصعبة، فهذا هو الأمر الطبيعي، ولكن ما نراه الآن شيئاً أخر، فقد أصبح المال وسيلة للهلاك وهذا هو واقعنا المرير الذي نعيشهُ الآن، فشاهد ونسمع يومياً عن تلك الحوادث التي تقشعر لسماعها أو مشاهدتها القلوب، تلك الحوادث التي يُقتل أو يُذبح فيها إنسان من أجل حفنة من المال ليس أكثر!

ألهذه درجة أصبحت روح الإنسان رخيصة وبل ثمن؟ روح الإنسان التي هي أثمن ما في هذه الدنيا وهذه الحياة، فكيف لنا أن لا نرى غضب الله علينا من أجل ما اقترفت يدانا، فلم تعد الأرض تُعطي من خيراتها كما كانت تُعطي، ولم تعد السماء تُمطر خيراً إلا قليلاً، أنُريد أن نكون كقوم موسى حينما أنعم عليهم بنعمه الكثيرة وهم تكبروا وتجبروا ونكروا أنعُم الله فأذاقهم الله تعالى الجوع والبأس وعاقبهم على ذنوبهم، وجزاهم على ما عملوا.

 فنرى الآن أن المال قد أصبح الهدف الأسمى الذي من أجله يقتل الناس بعضهم البعض، المال الذي يشتري السلطة والجاه والنفوذ، المال صاحب الجلالة بالنسبة لأغلب البشر، هؤلاء البشر الذين أصبحو عبيداً له

هذا المال الذي من أجله تخلى الكثيرون عن آدميتهم وانسانيتهم، الذي باع من أجله الكثيرون ضمائرهم ولفظت الرحمة والمشاعر الإنسانية في قلوبهم أخر أنفاسها بعدما عانت كثيراً من فساد النفوس.

أصبح المال الهدف الأسمى الذي من أجل تحقيقه يهون كل شيء، الذي من أجله يهون أغلى وأسمى ما في هذه الحياة ألا وهي "روح الإنسان" التي أصبحت من أبخس الأشياء في قوانين الإنسان اليوم !

هذا ما وصلنا إليه في حضور المال!

في حضور المال ذهبت قلوب الكثيرين إلى الهاوية تاركة ً هذه الحياة القاسية وهذا المناخ السيء من الفساد الذي تَمَلكَ روح الإنسان وقضى على ضميره وإنسانيته، فإلى أين نتجه بهذا الجسد الفارغ الذي لا إنسانية فيه.

فبرغم نعمة العقل التي يتحلى بها الإنسان والتي هي من أهم النعم، لما لها من قوة وتمييز للإنسان عن باقي المخلوقات، الا انها يمكنها أن تدمره إن استُغِلت بطريقة خاطئة وإن اتبع الإنسان هواه.

فالعقل بدون إيمان يتحول إلى نقمة كبيرة، فيستغل العقل أسوء استغلال، في جرائم وعصيان، وبالتالي يفقد آدميته وانسانيته التي تميزه مع العقل، فإن كان العقل بدون إيمان وتدبر فلا قيمة له، فعقلاً مُتدبر، واعي لعواقب الأمور، مُمَيِزاً بين ما يجب فعلهُ وما لا يجب، مُفرِقاً بين الخير والشر، خيراً من عقلاً عاصي لا حدود لشره ولا يتبع أي قواعد.




إبراهيم سعيد
Ibrahim Said
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق